لا انتي زودتيها قوي لو ابوكي معرفش يربيكي انا موجود
المحتويات
شقيقه التوأم يزيد
كان مهدي يروي المزروعات والنباتات الضوئية الموجودة بالغرفة حينما أبدى رأيه قائلا
انت عارف إن يزيد مش هيرتاح غير لما يرجع اللي اتسرق منه ومستنى منك تساعده في ده
نهض يونس عن مكتبه وراح يخطو نحو النافذة المطلة على الحديقة مباشرة حيث سطى الليل وغطى مساحة
أرضه الخضراء وقال ب اقتناع
الټفت نصف التفاته و
متنساش إن الست اللي بنكلم عنها دي كانت مراته في يوم من الأيام
مش ناسي ده سبب أولى إنه يسامح وينسى
تؤ مش هيسامح
في جانب آخر
كانت ملك قد سحبت المرتبة عن الفراش نحو الشرفة بعدما جردتها من الملاءة والغطاء وهي تتنفس بصعوبة جراء المجهود الذي تبذله وهي لم تأكل طيلة اليوم فتحت الشرفة وأقدمت على الخطوة التالية حيث رفعتها بأقصى قوة وقذفتها لتسقط في الحديقة لتصدر جلبة تراجعت للخلف واختبأت خلف الجدار وهي تستقبل شهيقا وتطرد زفيرا واضعة يدها على صدرها
أيوة خلي البواب يسيب البوابة ويبعد وانت حضرلي العربية واختفي مش عايز أشوف حد في الجنينة
أغلق الهاتف و
أقفل النور يامهدي
هو فيه إيه يايونس وإيه اللي وقع المرتبة دي
فأجاب وهو لا يزال مترقبا
ملك ملك هتحاول تهرب دلوقتي
بالفعل كانت ملك قد أقدمت على تلك الخطوة بعدها مباشرة حيث قفزت من الشرفة وبكل جرأة غير مهتمة بتبعات ما قد يحدث حتى وإن أصيبت بسوء ورغم إنها وقعت على المرتبة الطرية إلا إنها تألمت قليلا والتوت ساقها
كان يراها يراقبها من بين الظلمة التي تواريه غير قادر على استيعاب جرأتها وإقبالها على الخلاص بأي شكل وما أن رآها تتحرك نحو البوابة تناول هاتفه وخرج قاصدا الباب الخلفي الذي سيؤدي به مباشرة للجراچ وبدأ يقوم ب اتصال هاتفي إنذاك
ركضت ملك ركضا يقطع الأنفاس ويهلكها وسط ظلمة حالكة السواد لا يضيئها سوى بصيص من النور كل ما يشغل عقلها هو التخلص من هذا المحبس الذي احتبست فيه لم تكن تعلم ما المصير الذي ينتظرها الأهم هو التخلص مما وقعت به
آ ألح قني حد يلحقني
كان يزيد يراها بالبداية گظل يلوح في الهواء ف دقق حواسه جيدا ليتعرف على هويتها وإذ به يتفاجأ بإنها ملك حدقت عيناه غير مصدقا وبدأ يهدئ سرعة قيادته بينما مشت هي ببطء نحو السيارة وقد نفذت طاقتها حتى توقف بسيارته ف استندت عليها و
ترجل عن السيارة وهو يدقق فيها بعيناه رفعت بصرها نحوه تستجديه ف إذ بعيون لامعة بلون قاتم مخيفة هل شعرت يوما عندما تنظر لأحدهم بالخۏف!!
هذا ما حدث ارتعد جسدها وهي ترى ذلك اللمعان المغلف بظلام المكان وقبل أن تحاول فتح فمها بكلمة كان يسبقها بسؤال غير متوقع
انتي بتعملي إيه هنا في ساعة زي دي!
أحست وكأنها تعرفه من مكان ما هذا الوجه وهذه الملامح ليست بغريبة عليها ولكنها لم تدرك بعد أين ومتى! ظلت بصمتها المرتبك والعرق يتصبب من كل ذرة فيها هل تركض أم تلجأ إليه ل يغيثها
الفصل العاشر
خرج يونس عن طور هدوءه الذي احتفظ به طويلا وهو يقود سيارته وانفعل مجرد أن أخبره الرجل الذي يعمل ب أمرته بأن يزيد قد لحق بها قبيل أن تبتعد واصطحبها عنوة ليعود بها وصاح فيه كأنه المتسبب في ذلك
مكنش المفروض ده يحصل
باشا أؤمر وانا انفذ
أقفل
نزع سماعة الهاتف من أذنه وهو يلتفت بالسيارة كي يعود إلى المزرعة من جديد ويكون هناك قبلهم وردد ممتعضا
ظهرت في وقت مش مناسب خالص يايزيد ملك كانت هتوصلني للي عايز اعرفه من غير ما تحس!
ونفخ ب انزعاج وهو ينظر للطريق بحنق بلغ حلقومه بعدما فشل مخططه للإستفادة من هروبها
عبر يزيد البوابة ومشى بالسيارة في الممر المؤدي للداخل ثم توقف أمام درجات الصعود حاولت ملك فتح الباب ولكنه كان موصدا تأفف يزيد وهو يترجل عن السيارة ووقف أمام الباب الأمامي وضغط على جهاز التحكم كي ينفتح ثم فتح الباب وأمرها
أنزلي
ظلت متحاشية النظر نحوه بعدما أطلعها على هويته وأشاحت بوجهها رافضة الإنصياع له
مش هنزل ومش هقعد هنا
رفع يزيد بصره عاليا وقد نفذ صيره ثم أخفضهما و
أنا مش عارف إنتي خرجتي وهربتي من هنا إزاي ويونس جوا بس اللي اعرفه إن انا معنديش خلق زيه أنا روحي في مناخيري
وأتمم عبارته وهو يمد يده ليسحبها عنوة من داخل السيارة غير عابئا بصرخاتها واستغاثاتها تملصت بذراعها منه ورمقته بنظرة محتقنة و
أنتوا عايزين مني إيه أنا معرفكوش ولا عمري شفتكم أقعد هنا بأمارة
إيه!
ف ضحك ساخرا من زاوية فمه وهو يرمي بكلمة مغزية
والله السؤال ده إجابته عندك انتي مش عندي
وعاد يقبض بأصابعه على معصمها الأيسر من جديد وجرها خلفه وهي تعصف يمينا ويسارا كي تتخلص منه لم يتوقف صياحها لحظة ولكنه لم يعبأ بذلك حتى دخل بها وأغلق الباب ثم دفع يدها التي كان يطبق عليها قائلا
عايزة تروحي فين!! إذا كنتي متعرفيش حاجه هنا وحتى عمي مش عايزك معاه عايزة تروحي لمين يابنت عمي!!
لم تفهم ما رمى إليه من سبب واضح يعلمه وقالت بسذاجة ردا عليه
هروح أي حته بعيد عن هنا أنت مش واصي عليا عشان تستجوبني
فقال ببرود استفز حواسها ضده أكثر
متهيألك انتي خلاص مبقاش ليكي حرية اختيار أي حاجه
أنا حرة ڠصب عنك
عاد يقيد مرفقها بأصابعه لتحديها له فصړخت بوجهه
آه أنت واحد غبي
كان يونس يجلس في مقدمة البهو رافعا ساق على أخرى أمامهم مباشرة ولكن الجلبة التي أصدروها لم تجعلهم ينتبهوا لتواجده بينما كان هو يشاهد بصمت حتى أحس بوجوب تدخله قبل أن يتفاقم الأمر أكثر بينهما
خلصتوا ولا لسه شوية
في نفس اللحظة كانت رأسيهما تتحرك صوب مصدر الصوت توترت ملك فور رؤيته بينما عاد يزيد يرمقها ب استخفاف و
سيبها تطلع الكبت اللي جواها يمكن تهدا
عادت تنظر صوبه بنظرات أكثر حقدا حينما كان يونس يخطو نحوهما مبادرا بالحديث
سيب إيدها يايزيد مينفعش كده
تركها يزيد وهو يرميها بنظرات مستشيطة و تابع يونس
متتعاملش معاها بالشكل ده تاني
ثم نظر نحوها و
أطلعي أوضتك ياملك وهنتكلم في اللي عملتيه بعدين
لم تدري من فرط توترها إلى أين تذهب فهي لا تعرف حتى موقع غرفتها من هذه الڤيلا الكبيرة تفهم على الفور ورفع عنها الحرج بدوره
آخر أوضة في طرقة أول دور
وأفسح لها الطريق مشيرا
السلم أهو
عبرت من أمامه بخطى مستعجلة كي تتخلص من حصار نظراته الحادة رغم نبرة صوته الهادئة وعندما اختفت من أمامهم كان يزيد يسأل منزعجا
انت عارف إنها خرجت!
أومأ برأسه و
آه
زادت حيرته قاطبا جبينه و
ليه ليه سيبتها وانت عارف إن عمي مشدد إنها متخرجش
تعالى يايزيد عايزك
واستبقه نحو غرفة الإستقبال أغلق الباب عليهما وسأل مباشرة
في إيه انت تعرفه وانا لأ
فأجاب بثبات غير مهتز قيد أنملة
مفيش
ولكن يونس بارعا في قراءة عينا شقيقه مهما حاول الإنكار والإدعاء بجهله نظرة واحدة دقيقة كانت كفيلة لأن يتأكد بأن ثمة أمر مخفي عنه ولكنه لم يعاود تساؤله مرة أخرى و
طالما انت شايف كده يبقى براحتك
زفر يزيد وهو يشدد عليه
ملك مينفعش تخرج تاني من هنا يايونس المرة الجاية ممكن منعرفش نلاقيها ونرجعها تاني
متقلقش أنا عارف أنا بعمل إيه
جلس و
رجعت بدري من برلين!
تذكر يزيد السبب الأصلي الذي جعله يأتي من العاصمة إلى هنا بعدما وصل من سفره ف تنهد بضيق وهو يجلس قبالته و
انت لازم تساعدني
في
تردد يزيد في بادئ الأمر ولكنه أقبل على إخباره
انت معاك ٥٠ ٪ من أسهم المجموعة أديني ١٠ ٪ بس ومش محتاج حاجه تاني
شبك يونس أصابعه وهو يخمن سبب مطلبه
عشان يبقى معاك ٣٥ ٪ ويبقى ليك حق القرار أكتر من رغدة صح
تأفف يزيد وقد انفعل مجددا وهو يفسر
رغدة مبتعملش أي حاجه معتصم هو اللي بياخد كل القرارات نيابة عنها وهي مستسلمة
ونهض متشنجا وهو يتابع
شقى عمري وعمر أبويا هيضيع مني بسبب غباءه وعناده معايا
واحمر وجهه أثر انفعاله وغضبه الشديد
معتصم عايز يهدني وبس
كان يونس هادئا بشكل غريب ثباته الإنفعالي الشديد قادر على تفتيت من يحاوره وتحويله لذروة الڠضب وهذه كانت إحدى مميزاته التي يعتمد عليها ظل مستمعا له وهو يفيض بكتلات من الڠضب بين كلماته
أنا لما كتبت نص أسهمي لرغدة ده كان عشان هي مراتي كانت معايا في حضڼي دلوقتي هي بتستخدم حبي ليها عشان تدمرني
وعلى صياحه أكثر وأكثر وهو يقول
انا اللي كنت البرئ الوحيد في القصة دي مكنتش أستاهل أتخان من أقرب اتنين ليا واحد عمل نفسه صاحبي وأقرب واحد ليا والتانية كانت الست الوحيدة اللي حبتها في حياتي
فقال يونس مشيرا لتحذيراته التي طالما حذره بها
قولتلك ١٠٠ مرة خاف من عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة
ضړب يزيد على رأسه غارزا أصابعه فيها وهو يردف
مكنتش أعرف أعرف منين وهو بيضحك في وشي وواقف في ضهري إنه أول واحد هيضربني وياخد مني مراتي وشغلي أعرف إزاي إن عينه كانت على حياتي!
نهج صدره من فرط العصبية وهو غير شاعرا بذلك وفي النهاية لم يستطع التحدث لأكثر من ذلك وأنهى حديثة ب إصرار
أنت أخويا ولازم تكون جمبي لازم تساعدني يايونس وإلا هضطر ألجأ لحلول تانية مش هترضي حد
وخرج خرج تاركا خلفه علامة استفهام في ذهن يونس ولكنه يعرف الجواب شقيقه لا يهتم بالمحظور هو يفعل ما يراه صحيحا وإن كان فعلا متهورا سيفعله رغم ذلك كفاه إنه يصل لمبتغاه لا حدود لظلام تفكيره وهذا فقط ما يخشاه يونس
كانت تجلس منزوية على الأريكة گمن ينتظر العقاپ مقابل خطئه نظرة على الباب وأخرى على الفراش الذي تدمر بعدما استعانت بالمرتبة خاصته ف لم يعد صالحا للمبيت فوقه
نفخت بضيق وهي تستعيد كيف أدخلها يزيد عنوة إلى سيارته وأغلق عليها وقد ثارت ثورته بعدما اكتشف فرارها أطبقت جفونها وهي تتحسس موضع أصابعه التي آلمتها وهمست
شكلك بني آدم غبي
ورنت في آذانها صوت يونس المحذر وهو يأمر شقيقه ب
متتعاملش معاها بالشكل ده تاني
أسبلت جفونها وهي تقول
متابعة القراءة