لا انتي زودتيها قوي لو ابوكي معرفش يربيكي انا موجود

موقع أيام نيوز

وتسائل 
انتي تعرفي يونس منين
ف عادت تنظر نحو إبراهيم بحرج شديد وصرحت له 
ملك كلمتني وحكتلي كل حاجه
ف ابتسم يزيد بسخرية وهو يهمس 
طبعا يونس سايب لها الحبل على الآخر
أجلسها إبراهيم أولا ثم قال 
كلمتك أمتى وقالتلك إيه
كانت زعلانة منك أوي ياعمي أنت لازم ترجعها صدقني ملك معملتش حاجه غلط
فتدخل يزيد وهو يتطلع إليها ب تكبر 
وانتي دخلك إيه في الموضوع ده أصلا!
ف احتدت نبرتها هي الأخرى وهي تجيب 
دي صحبتي وحقي أتدخل في أي حاجه تخصها
كأن يزيد وجد من ينفث فيه غضبه ف ارتفع صوته وهو يردف 
مش من حقك أبوها نفسه عارف هي فين وبتعمل إيه يبقى إيه لزوم تطفلك!
نهضت نغم عن جلستها وقد أحست بالډماء تتدفق في عروقها لتزيد وجهها احمرارا وهي تنفعل عليه 
أنا بكلم عمو أنت إيه اللي دخلك!!
ف انبعجت شفتيه ب استهجان و 
والله دي بنت عمي وده عمي انتي اللي ملكيش حد هنا تدخلي عشانه
فتدخل إبراهيم وهو يقف بينهم موبخا يزيد 
ميصحش كده يايزيد نغم وملك زي الأخوات وأكتر دول تقريبا اتربوا سوا عمتك هبه الله يرحمها مكنتش بتفرقهم عن بعض أبدا
تشنجت نغم وهي تتحرك من مكانها و 
أنا هجيلك وقت تاني ياعمو عن أذنك
ف لوح يزيد بيده في الهواء تعبيرا عن سخطه بينما كان إبراهيم يحاول تليين الموقف معها 
معلش يانغم هو متعصب شوية عشان آ 
ف اعترض يزيد على تبريرات عمه لتصرفه وقاطعه قائلا 
أنت لسه هتبررلها ياعمي ما براحتها!
رمقته بنظرة حامية ثم قالت وهي تنظر ل إبراهيم 
بعدين نكمل كلام ياعمو
ثم نظرت نحوه قبل أن تخرج من باب الشقة وقالت 
أنت قليل الزوء
وقبل أن يرد عليها كان إبراهيم يحدق به ليصمت و 
بس يايزيد بس
أحاد يزيد بوجهه عنهم وجلس وبعدما ودعها إبراهيم عاد إليه ليوبخه
لسه زي ماانت لسانك سابق دماغك البنت ضيفة عندنا ميصحش تعاملها كده
ملهاش دعوة بملك خالص خليها في حالها وخلينا احنا في مصايبنا
بس متتعصبش سيبك من الكلام ده أنا هبقى أراضيها لما تيجي تاني
ثم أشار إبراهيم نحو الطعام و 
أفتح الأكل وكل أنت معايا من الصبح ومكلتش حاجه
عبس أكثر وهو يجيب 
مش عايز ماليش نفس
هتندم نغم نفسها حلو أوي في الأكل
ف تحولت تعابيره للإستخفاف و 
مش باين!
طب خليك هنا أنا هغير هدومي وانزل معاك لحد الصيدلية
ياعمي أرحم نفسك من المسكنات واسمع كلامي
تجاهل إبراهيم كلامه و 
بعدين يا يزيد بعدين
دخل غرفته وتركه بينما عادت عينا يزيد تنظر للطعام المغلف تلقائيا قوس شفتيه وهو يحس بشغف لرؤية ما الذي أتت به وبدأ في فتحها وهو يغمغم 
عالله ميبقاش فول مدمس
كانت العلبة البلاستيكية المغلفة تضم قطعتين كبيرتين من المكرونة الممزوجة باللحم المفروم والبشاميل بجانب قطعتين من الدجاج المتبل المشوي وعلبة صغيرة من السلطة الخضراء حتى الشوكة والسکين لم تنساهم اقترب ب أنفه يشتم رائحة الطعام أولا ليجد رائحته الذكية تخترق عقله قبل بطنه التقط الشوكة وبدأ يتذوق بشهية مفتوحة بعد أن ظل يوما كاملا بدون طعام أحس بطعم فريد حتى إنه تشكك في البداية إنه ليس من صنعها هي ثم تناول قطعة ثانية ف الثالثة حتى أنهى قطعة كاملة بجانب قطعة الدجاج حتى السلطة أنهاها نظر للقطعة الثانية بتردد ثم همس 
آكلها ولا اسيبها لعمي!
ف إذ بصوت إبراهيم يأتي من جواره قائلا 
تسيبها إيه ده انت قربت تمسح العلبة كلها كمل كمل عمك مش هياكل الأكل الدسم ده
فلم يفكر يزيد وبدأ بالفعل يتناول القطعة الثانية بنهم أكبر وقال 
الصراحة بعيد عن لسانها اللي عايز يتقطع ونظراتها اللي خلتني عايز أديها على دماغها الأكل عظمة ياعمي فعلا يعني
ودس قطعة كبيرة في فمه بينما كان إبراهيم ينظر نحوه ب استغراب فهو ليس من عشاق الطعام أو المتلذذين بتناوله ولكنه بدا الآن وكأنه شخص يعشق الطعام 
صمتها وكتمانها وحتى كبح دموعها طوال طريق العودة للمزرعة كان دليلا بينا ب إنها ستنفجر حتما في لحظة ما لم يود يونس فتح الحديث معها أو مناقشتها الآن فقط أقلها بهدوء شديد متوقعا إنقلاب سئ منها 
الآن وبين جدران غرفتها التي سجنت فيها منذ أن أتت هنا وبعد أن أغلقت الباب عليها أطلقت صرخات عالية بحت صوتها وجرحت حنجرتها بكت بصوت مرتفع وقد انهدم تماسكها الخائر أخيرا كل شئ أمامها أطاحت بها ومزقت في كل الأشياء التي صادفتها أخرجت ملابسها من الحقيبة وجلست تقصقصها وهي تصيح بكلمات مبهمة تعبر عن ويلات ما لاقت من رجال دخلوا حياتها ليهدمونها على رأسها حطموا أنوثتها بددوا روحها التي كانت تلوذ فقط للطمأنينة والحب جعلوا من قلبها أنقاض ډفن في بطونها روحها اليافعة الشابة 
كانت تبكي ب حړقة شديدة وهي تخرج مكنوناتها الحزينة المقهورة وقصاقيص ملابسها متناثرة حولها غطاء الفراش مزقته زجاج منضدة الزينة تهشم حتى الأباجورات لم تسلم من يديها 
كان يونس يقف في المكان الذي يكون فيه دائما غرفته التي تضم جزء منفصل للمكتب والجلوس وتطل على الحديقة حاجبا بينه وبينها لوح زجاجي يمكنك من رؤية الخارج كان يرى القصاقيص والملابس التي ترميها ملك من الشرفة العليا بحالة هائجة متابعا ثورتها التي لم تخمد منذ أن عادت من الخارج وصوتها الذي لم يهدأ أبدا نظر مهدي للخارج بشفقة وهو يغمغم 
دي اټجننت خالص!!!
تنهد بضيق و 
هطلع أشوفها وأحاول آ 
فقاطعه يونس برفض و 
لأ يامهدي سيبها
يابني حرام دي ھتموت نفسها من العياط وممكن ټأذي روحها
فقال بإصرار 
متخافش عليها هي هتخرج كل اللي جواها وبعدين تهدا
الدرس كان تقيل عليها أوي
دخل يونس من أمام النافذة وسحب سترته وهو يقول 
خليها تتعلم العلام اللي بييجي بعد الۏجع مش بيتنسي يامهدي
الټفت له و 
لما عيسى يوصل خليه يدخلي على طول
دقق يونس حواسه بالخارج فلم يستمع لصوتها توقفت حركتها ولم يعد يشعر بشئ فتأكد إنها خضعت ل استراحة قصيرة ولكن لها عودة بالتأكيد 
في هذا المنزل الكبير القسم السفلي بالجانب الأيسر أغلبه ل يونس باب واحد يفصل بين المنزل وبين مكان خاص به يضم غرفة نومه ومكتبه ومكان استرخائه وراحته بينما غرفة تبديل الملابس ودورة المياة الخاصة به بالأعلى 
جلس على مقعد وثير ضخم الحجم مريح للغاية يسمح لك بالنوم أعلاه أيضا أراح رأسه للخلف ف كانت صورتها أمام عينيه دقق عيناه فيها قليلا ثم أطبق جفونه يستعيد اللحظة التي فقدها فيها لم يكن يتوقع إنها تغادر الدنيا بهذا الشكل لقد ضاع منه الكثير من الوقت وهو يبحث عن سبب مۏتها حتى إنه قلب الدنيا رأسا على عقب حينها بعد أن ثبتت ۏفاتها بحالة ټسمم ف بات يعتبر نفسه أحد أسباب مۏتها حتى وإن كان لا ذنب له 
فتح يونس عيناه ليجدها أمامه مرة أخرى وقبل أن ينخرط في التفكير كانت الطرقات على الباب تسبق تفكيره ف نهض عن جلسته و 
أدخل
دلف عيسى ف أشار له يونس و 
تعالى ياعيسى
وقف عيسى أمامه مباشرة لنكون أصدق في الوصف سنتحدث عن رجل سبق له العمل ضمن قوات الحراسات الخاصة رجل المهام الصعبة لا استغناء ل يونس عنه في كثير من الأمور منذ أن تبرع عيسى پالدم لإنقاذ حسن الجبالي والده وهما لا يتفارقان 
قوي الجسم والبنيان ذا قامة طويلة ملامح خشنة وبشرة حنطية أشبه يونس ببعض الخصال في الطبع لذلك اتفقن معا بشكل جيد في كثير من الأشياء 
جلس كلاهما قبالة بعضهما البعض ثم بادر يونس قائلا 
في مهمة لازم تأديها كما ينبغي أن تكون
ف بادر عيسى بتخمين 
دكتور هادي!
أومأ يونس برأسه وقد تحفزت عيناه للإنتقام بشكل يرضيه و 
هنموته بالحيا أسمه هيتمسح من سجلات النقابة ومن أي مكان مهني من الآخر كده هنصفيه
أوامرك في خطة معينة هتنفذها
استرخى يونس بظهره للخلف و 
الخطة جاهزة وكل ما أنجزت الموضوع بدري أكتر هكون مبسوط أكتر وأكتر
فتحت عيناها منزعجة من الإضاءة المسلطة على جفونها والألم ېمزق في أحشائها بعدما تخلصت من الجنين أحست بأنفاسها تدخل على رئتيها گبخار الماء الذي يوهج بشرتك ويصيبك بشعور الإحتراق بللت شفتيها الجافتين بلسانها وهمست بصوت ضعيف للممرضة التي كانت تضع لها الحقنة في مضخ المحلول 
خلاص
فأجابت عليها 
خلاص الدكتور هييجي يطمن عليكي بعد شوية
تحسست أسفل بطنها بحزن و 
الساعة بقت كام
١١ ونص
صدمت وحاولت النهوض بسرعة وهي تهتف 
إيه!! ١١! 
ف ثبتتها الممرضة وهي تعنفها
براحة يامدام
مش كده انتي لسه قايمة من عملية!
تجاهلتها رغدة و 
لازم امشي نادي الدكتور يشوفني عشان أمشي
أهدي طيب كده كده جوزك برا وهياخدك يروحك قلقانة من إيه!
حدقت عيناها وقد انقبض قلبها بتخوف من ذكر زوجها ازدردت ريقها بتوتر متحاشية آلامها و 
ج جوزي أنا !! برا
آه
وتحركت الممرضة لتقف منادية من أمام الباب 
ياأستاذ أتفضل مراتك صحيت
وضعت رغدة يدها على قلبها پذعر كيف علم إنها هنا وكيف تعقبها! ماذا سيكون رد فعله عندما يعلم بكذبتها وإقدامها على إجهاض جنينهما 
اضطربت أكثر وهي تنظر نحو الباب ثم أجفلت وهي تهمس 
إزاي بس! إزاي عرف!!
رفعت بصرها ببطء غير مستعدة لاستقبال رد فعله المتعنف ف إذ بها ترى يزيد أمامها وهو يرمقها بنظرات حزينة مزجت بين التجبر والڠضب أطلقت زفيرا حرا كأنها وجدت الطمأنينة أخيرا ونطقت ب إسمه وهي تعاود الإسترخاء على الفراش مطبقة جفونها ب استسلام 
يزيد!!! 
الفصل الرابع عشر
لم يكترث ب إلحاحها الشديد الذي أزعجه وفتح الخزانة الصغيرة كي يخرج ملابسها منها لم تكن قادرة على المجادلة والنقاش الذي لن يجدي معه ولكنها حاولت أن تصرفه من هنا ألا يكون جوارها لا تريد أن تحن له حتى أطبقت جفونها وهي تردد مرة أخرى بقنوط 
يزيد أمشي من هنا قولتلك بقا
ترك ملابسها على الفراش ومازالت نظراته الغامضة مرتكزة عليها ثم قال بدون أن يتراجع لحظة 
تقريبا انتي مش هتحبي أبدا إن جوزك المحترم هو اللي يكون واقف هنا مكاني وانتي بتنزلي إبنه مش كده 
ابتلعت ريقها ثم نفخت بسخط وهي ترميه بنظرة حامية و 
مش هتبطل أسلوب الټهديد بتاعك ده!
لأ أتمنى لما ييجي الدكتور يشوفك تحافظي على لسانك عشان مش هتخرجي من هنا غير معايا
بمناسبة إي 
دلف الطبيب ومن خلفه المساعدة خاصته دنى منها ف ابتعد يزيد وهو يحذرها بنظراته كي يفحصها 
حاسه بإيه يامدام رغدة
تحسست أسفل معدتها و 
ۏجع عايزة مسكن وامشي من هنا
هكتبلك شوية أدوية تنتظمي عليهم وبعد ساعة ممكن تمشي يكون المحلول خلص
ثم الټفت برأسه ينظر ل المزعوم زوجها و 
هتحتاج فترة راحة عشان ميحصلش مضاعفات
ف نظر نحوها نظرة ساخرة فهمتها هي و 
أكيد
عن أذنكم
سحب يزيد المقعد وجلس بالقرب منها وتعمد أن يؤلم روحها بكلامه السام 
ده انتي مش بس بياعة طلعتي جاحدة كمان بتنزلي ابنك لمجرد إنك مش عايزة أطفال من جوزك
وتعمد تذكيرها مجددا 
جوزك اللي فضلتيه عن إنك تصدقيني أنا كنت مخدوع فيكي فعلا
لم تهتم بآلامها وراحت تصيح فيه ل تحمله أعباء ما تعيش به وفي منظورها هو
تم نسخ الرابط