حياة عانس بقلم أم فاطمة شيمو

موقع أيام نيوز

.
حياة بذهول.......بيحبنى بس ..انا دعيت كتير يكون كريم من نصيبى وكفاية اللى شوفته قبليه .
واخدوا من عمرى كتير وبقت سيرتى على كل لسان ونفسى فرحتى تكمل زى كل بنت هفضل امتى لغاية كده بس يا بابا ثم غلبتها الدموع مرة أخرى وبكت على بكاؤها والدتها .
والدة حياة بابتسامة عذبة قائلا ..
أنت شكلك مسمعتيش كلام الراجل اللى جه يشتكى للشيخ والشيخ رد عليه وقال ايه 
انتبهت حياة لحديث والدها وأتبعت ...قال ايه يا بابا 
والد حياة .....
شكى شخص الى احد الشيوخ
فقال له ياشيخ لماذا لا أجد الا الغدر والخيانه ممن أحسن اليهم
الشيخ لا يجيب.
السائل لماذا أجد الجفاء ممن أحببتهم وأخلصت لهم 
الشيخ لا يجيب
السائل لماذا ماټ احبتى ولم يبقى إلا أعدائي
الشيخ لم يجيب
السائل أخذ يبكى ويسأل لماذا اشعر بالوحده والغربة في هذه الحياة 
الشيخ لم يجيب
السائل لماذا لا يحسن الناس الظن بي
الشيخ لا يتكلم
السائل لماذا ېكذب من اصدقهم ويقسو
علي من احنو عليهم ويرحل عني من اعانقهم 
الشيخ لايتكلم
السائل لماذا يدى ممتدة بالخير وايدي الناس ممتدة لي بالشړ ويقابلوا محبتى بفجور وليس بالود واخذ يبكي
فقام الشيخ 
ووضع يده على قلب الرجل وقال له
يا أخى لا أدري لماذا أحبك الله كل هذا القدر 
ربما انت ممن قال عنهم الله
أولئك هم المحسنون اصحاب مراتب الصبر والإحسان
فاعلم يا أخي أنك جئت تشكو لي حب الله لك
فسكت السائل ونظر للأرض وعينه تدمع فرحا
وقال للشيخ
أصبت فرميت القلب 
أصبت فبينت الدرب
العبرة
ليس بالضرورة ان يكون اذى الناس لك ابتلاء فقد تكون انت من اهل الاحسان وانت لاتدري 
فلا ينال مرتبة الاحسان الا أنقياء القلوب
اللهم افرغ علينا الصبر والاحتساب .
واجعلنا من المحسنين .
فبكت حياة من رحمة الله التى طالما كانت مختبئة فى صورة بلاء يتبعه خير كثير .
حياة ....اللهم لك الحمد حتى ترضى ثم سجدت لربها شاكرة وسئلته أن يقر عينيها قريبا بمن يحفظها .
وعندما رفعت رأسها من السجود وجدت والدها مبتسما قائلا...بقولك يا حياتى ايه رئيك نروح عمرة رمضان 
فما لبث أن أتم كلمته حد وجد حياة تتعلق برقبته وبصوت يعمه الفرح ...بجد يا بابا 
والد حياة...يجد يا حياة بابا .
حياة......ده هيكون اسعد يوم فى حياتى .
ثم نظرت لوالدتها قائلة...ماما لو سمحتى رجعى حاجة كريم كلها ليه .
جحظت عين والدتها قائلة بإندهاش ...أنت بتقولى ايه يا بنتى يعنى هو اللى سايب ده غير الكلام اللى سمت بيه بدنا الست أمه وكمان نرجع حجته !
حياة بإبتسامة رضا....ده نصيب يا امى وربنا يرزقه بالأحسن وربنا يرزقنى بالأحسن رجعى الحاجة وانا واثقة فى رحمة ربنا إنه هيرجعلى أضعفها .
فابتسم والد حياة قائلا...ايوه كده دى بنتى حياة اللى انا اعرفها وعارف كويس إن نتيجة الصبر جبر
ثم
داعبها بقوله ...هو صح الواد كريم ده كان رقمه كام فى قايمة العرسان اللى كانوا عايزين ياخدوا الأميرة بتاعتى .
فضحكت حياة لكلمات والدها التى طالما احتوت حزنها ثم قالت....كريم الرابع يا بابا .
واولهم كان مدحت اللى سمعته بودنى استغفر الله العظيم بيسب الدين وبيكلم والدته بأسلوب متعجرف فمكنتش ينفع أكمل معاه لأن اللى يعامل والدته بالأسلوب ده اكيد هيعاملنى بالأسوء .
ابتسم والد حياة ثم تابع والتانى 
ولما شفنى مصممة على حجابى فلسع وادانى استمارة ستة .
ضحك والد حياة قائلا ...لا كله إلا حسونة ده .
ثم تابع والتالت 
حياة....أيمن هههههههههههه ده بتاع أمه .
والد حياة ...بس مفهاش حاجة إن الواحد يحترم والدته ويقدرها .
حياة...فاهمة يا بابا بس لازم حدود ومينفعش يخليها تصرف فى حاجة فى حياتنا الخاصة وده كل كلمة أو حركة كان يروح يقولها وألاقيها بتتصل بيه وتقولى انت قولتى وأنت عدتى وتقوم الحريقة 
والد حياة ...الحمد لله يا بنتى أنها كانت فترة خطوبة إلا لو كنت اتجوزتيه كان ممكن تقوله طلقها .
حياة....الحمد لله .
أما الرابع ..حسن ......ربنا يسامحنى بس الواحد ممكن يستحمل اى صفة إلا البخل .
فضحك والد حياة...يخربيته مش ده اللى كان بيمشيكى الطريق كله على رجليكى عشان مستخسر يدفع تمن الموصلات وقال ايه كان بيتحجج أن المشى رياضة .
ولما كان ريقك ينشف وتقولى عايزة تشربى حاجة وشه يجيب الوان ويضطر يعزمك على كوباية عصير وقصب وبعدين يطلع الفلوس المجمدة ويقول يااه معييش فكة يا خسارة وبقولك معكيش يا حياة عشرة فكة وهبقها أدهملك لما أفك .
فضحكت حياة حتى دمعت عيناها قائلة....وعمره مفك أبدا يا خسارة العشرة جنيه بتاعتى .
ثم صمتت حياة للحظات وتنهدت بحرارة قائلة ..بس الناس للأسف مش فاهمة اللى حصل وليه مكنش فيه نصيب وشايفين الظاهر بس وبيتهمونى إنى مش عجبنى حد وأهو كبرت فى السن وبقيت فى نظرهم عااااانس.
فوضع والداها يده على فمها برقة قائلا...متقوليش كده يا حبيبتى ده رزق محدده ربنا فى الوقت اللى يرده وملناش دعوة ابدا بكلام الناس خلينا احنا مع ربنا وأنا واثق إنه هيعوضك .
حياة.....يارب يا بابا .
والد حياة.....يلا قومى اغسلى وشك واتوضى بالمرة كده وصلى ركعتين لله .
ومن بكرة هننزل نشترى لبس الإحرام وعباية بيضة للملاك بتاعى الصغير حياة .
فامتعضت والدة حياة قائلة بنفور....طيب يا حاج وبالنسبة ليه أنا كمان مليش عباية ولا انا خلاص راحت عليه وبقيت شيطان مش ملاك زى بنتك .
...كده خلاص روح انت وبنتك .
والد حياة...ايه ده أنت زعلتى بجد ولا ايه 
على جانب آخر 
كان هناك الطبيب يوسف ذو الخامسة والثلاثون عاما يتحاور مع والدته فى غرفته .
والدة يوسف......لا أنا مش هسكت اكتر من كده خلاص أنا جبت أخرى معاك يا واد أنت .
فضحك يوسف.....واد يعنى كل الدنيا بتقولى يا دكاترة وأنت بتقوليلى يا واد 
والدة يوسف...اه واد وستين واد كمان.
يوسف...لا ستين دى معناها أن الأمر خطېر ولا يتحمل السكوت.
خير يا أم الواد .
والدة يوسف...بص أنت لازم تجوز وأنا جيبالك عروسة انما ايه المرة دى مش هتقدر تقول عليها تلت التلاتة كام .
يوسف...تانى يا ماما مش قولتلك مش عايز السيرة دى انا مبفكرش فى الجواز خالص ريحى دماغك .
تغير وجه والدة يوسف ثم تمتمت بكلمات...يا لهوى ليكون الواد الحيلة اللى عندى معيوب وعشان كده مش عايز يجوز.
ابتسم قائلا...لا مش اللى بالك فيه يا ست الكل متقلقيش أنا عال العال .
والدة يوسف بإرتياح ..الحمد لله يا ضنايا امال فيه ايه 
يوسف....فيه أن لسه ملقتش الإنسانة اللى تدخل قلبى من اول لحظة .
حركت والدته فمها يمينا ويسارا بإستنكار قائلة...وايه تانى يا واد هو انت فاكر نفسك عبد الحليم حافظ.
الحب يا ضنايا بيجى مع العشرة بعد الجواز .
يوسف..يا ماما افهمينى .
والدة يوسف ..مفيش كلام تانى بينا يا دكترة.
وخلص الكلام واحنا رايحين النهاردة نقرء فاتحتك على نجلاء بنت صاحبتى الروح بالروح عائشة.
...يعنى ايه هتجوز ڠصب عنى ده لا يمكن أبدا ده حتى البنات دلوقتى بيسئلوهم وهما بيختاروا وانا راجل هتجوزنى ڠصب .
والدة يوسف ...يا حبيبى مش ڠصب ولا حاجة انا نفسى افرح بيك وهى بنت كويسة اوى وهتعجبك وكمان بنت حلال مؤدبة وطيبة اوى .
يوسف....يا امى أرجوك لو بتحبينى بلاش سبيها على الله لما يئون الآوان .
والدة يوسف...وبعدين الا يكون الواد ده حد
تم نسخ الرابط