رواية ساكن الضريح مكتملة لجميع فصول بقلم الكاتبه المبدعة ميادة مأمون
المحتويات
عارفه معنى انك تمنعيني أقرب منك ايه يا شذى.
شذي بكل ڠضب...
افهم اللي تفهمه انا ما يهمنيش
اومئ برأسه موافقا كلامها و عم الصمت المكان لدقيقة كامله.
ثم انحني بجزعه عليها همس لها وهو يجذب خصال شعرها بيده ليجبرها على النظر في عينه.
انتي مش بنت صح يا شذى.
تفاجئت بكلمته اللازعة و لم تجيبه ليكمل و هو يشد على شعرها بقوه.
اصلي أشك بصراحة ان الحكاية دي تكون تمت ڠصب عنك.
شكلك كنتي راضية و مرحبة كمان عشان كده بتداري و مش عايزة تتكلمي.
و أخيرا ما نفض يده من علي شعرها ليرتطم رأسها على يد المقعد الخشبي بقوه و تسيل الډماء من حاجبها الأيمن بغزارة.
نظرت اليه و الډماء تسيل على عيناها نزولا الي وجنتها.
شذي وهي تقف وتهرب من أمامه واضعة يدها على جرحها.
جرت للداخل سريعا و وقف هو ېصرخ بصوت جاهور.
ماتفتكريش انك هتصعبي عليا المرة دي كمان
لاء يا هانم دا انتي هاتشوفي ايام سوده.
يا ريت بس ترحمي نفسك مني و تعترفي بسرعة.
ولجت الي غرفة نومها سريعا و جلست على الفراش ساحبة من علي الكمود بجوارها انينة الكوحل و علبة المحارم الورقية محاولة تطهير
الا انها وجدته يدلف الي الغرفه خلفها و رنين هاتفه يصدح بيده لم يجيب المتصل الا و هو يجلس بجوارها.
كتم شهقاتها داخل صدره شدد على شعرها مره اخرى معنفها ومحاولا كبت شهقاتها
عارفة ده مين!!
ده الظابط اللي ماسك قضية ابوكي يا هانم اخرسي خالص و اسمعي بنفسك هيقول ايه.
ليضغط على الهاتف مجيب
الاتصال بينهم...
الظابط و عليكم السلام ازاي حضرتك يا دكتور.
بخير و الحمد لله خير يا حضرة الظابط في جديد في القضية.
اه طبعا انا بتصل بيك دلوقتي عشان ابلغك ان اشرف اتقبض عليه.
بس الآنسة شذي لازم تحضر عشان تسجل اقوالها قصاد النيابة لأن طبعا اي اخطار بالحضور بيتبعت على عنوانها هنا.
و بيتثبت انها مش موجوده ودا مش في صالحها و لا في صالح القضية.
حاضر طبعا انا هاجيب مدام شذي بنفسي و نيجي بس يا ريت حضرتك تبلغني بالميعاد قبلها.
اه طبعا هابلغك بس معلش عندي سؤال هي شذي انسه و لا مدام اللي اعرفه انها مش متجوزة.
مالك ناظرا في عينيها بقوه
لاء يا حضرة الظابط انا و شذي اتجوزنا من كام يوم بس.
كده الف مبروك خلاص يا دكتور انشاء الله لينا اتصال مع بعض ابلغك فيه بالميعاد.
الله يبارك فيك و في انتظار مكالمتك في اي وقت مع الف سلامه.
اغلق الهاتف و قذفه من يده و قڈفها هي الاخري على الوسادة بجانبه وصاح فيها بصوت جاهور.
بطلي خوف و رعشه بقى خلاص واحد ماټ و التاني اتحبس خاېفة من ايه و بتخبي ليه
بتداري على مين تاني يا شذى
شذي بشعور بالوهن.
ابعد عني بقى قولتلك ماعنديش حاجه اقولها و مش هاروح معاك في حته مش هسافر فاهم مش هسافر.
مالك و هو يعدلها پعنف لتجلس امامه و يضمد لها چرح حاجبها بعين كالجمر.
مش بمزاجك يا هانم هتسافري و اللي بتحاولي تخبيه عني هاتقوليه قصاد الناس كلها.
باك
كانت تقف امام الطاهي تضع عليه اناء اللبن حتى يغلو و لكنها في حقيقة الوضع...
لم تكن منتبهه الي اي شئ فقط شاردة حزينة تفكر في ذلك الحال الذي لم تتمنى ابدا ان يصلوا اليه.
هي بالفعل احبته و لا تنكر هذا بل و تتمني ان يبادلها نفس شعورها.
تريد هذا الذي احتمت في ضلعه من عيون كل الرجال.
تريد هذا الذي دائما ما يحارب شيطانه باللجوء الي ربه و السجود له في إحدى بيوت اوليائه الصالحين.
لا تريد هذا العڼيف المتعصب الذي قهرها و امساها ليلة مبكية مدمية.
لتفيق من شرودها على صوت رنين الطاهي حين ارتفع فوارن اللبن وانسكب عليه.
و بعفوية منها دون أن تنتبه أمسكت الإناء الساخن جدا بيديها لترفعه بعيدا عن الڼار.
فېحترقو اصابعها أثر سخونة الإناء و تتركه لينسكب بالكامل على الأرض الرخامية و هي تصرخ بشده.
انفزع هو حين استمع لصړاخها جرى بأتجاه الصوت ليجدها تجلس بجانب اناء اللبن المسكوب تحني رأسها و تبكي بشده.
مالك بلهفه
شذي فيكي ايه انتي قاعدة في الأرض كده ليه.
رفعت وجهها اليه متشوقه لتلك اللهفة التي تراها في عينه.
و بوجه تملئه الدموع رفعت له كفيها لتريه ما حدث لهم و بشهقات متقطعة اجابته.
اللبن غلي و انا مش واخدة بالي و مسكت اللبانة بأيدي.
سماء عيناها الصافية.
لكن ليس بيده حيلة أخرى ربما بهذه الطريقة تبوح عن ما بداخلها له.
مالك معنفا اياها
حتى شوية لبن مش عارفة تنتبهي ليهم يا...
قومي نضفي ال... اللي عملتيه دا و اعملي ليا فنجان قهوة مظبوط لحد ما اصلي و البس عشان اروح شغلي يلااااااا.
ذهب من امامها
و تركها وسط بكائها الحار و قلبها المنكسر.
ولج الي غرفة نومه و جلس على الفراش هي تظنه قد كرهها و هو قلبه يتألم على المها.
يشعر بضعفها وحسرة قلبها لكن يريدها الا تخفي عنه شئ.
سيضغط عليها بكل قوته لتأتي له خاشعة تبوح له بما في داخلها.
ليهدئ قلبه و يسكنها بداخله مره اخرى.
مهلا كيف ستفعل ما أمرها به و يديها بهذا المنظر.
هل انتزعت من قلبه الرحمه الي هذا الحد لابد أن يداوي جرحها حتى و ان ظل على عناده هذا.
دلف إليها مره اخرى وجدها تحاول أن تمسك بأطراف اصابعها المحارم الورقيه لتنظف ما فعلته و الدموع تنهمر على وجنتيها كسيل المطر.
وقف خلفها تماما ملصقها بصدره و امسك معصميها لينفض ما بيدها و ينزع تلك الكالون التي مازلت ملتصقة بوريدها.
ثم فتح صنبور المياه ليضع كفيها تحته.
و اه من لمستك يا فتاتي اه من رحيق شعرك الجميل اشتقت لعبيرك وشذاكي يا شذى.
شعرت به و بلين قلبه برأسه المائل على كتفها.
لفها بين يديه تشابكت
اوعي سيبيني.
هزت رأسها يمينا و يسارا بالنفي و همست له...
شذي بدموع
لاءه مش عايزة اسيبك ابدا.
مالك بحب
مش قولتي انك مش عايزانى فكراني لعبة في ايدك كل شويه برأي.
وريني ايدك عشان اعالجها ليكي مانا تقريبا اتجوزتك عشان اعالج جروحك بس يا هانم.
لتهمس له وهي منحنية الراس.
انا مش مخبية عنك حاجة يا مالك ااانا ب....
قطع كلمتها أنزلها من علي البساط بصياحه العالي.
انتي كدابة يا شذى اوعي تقوليها لاني مش هصدقها منك طول مانتي مخبية عني حاجه عمري ما هاصدقك يا شذى.
اطلعي برة المطبخ دلوقتي حالا مش عايز اشوفك قدامي.
جرت من أمامه واختفت عن نظره ليطيح هو
بصف الكؤس الموضوع على البساط و يتهشم بأكمله.
كان يظن انه سيهدئ برحيله عنها وتركها وحدها.
و كعادته يهرب من أحزانه و مشاكله بالعمل بجد و اجتهاد.
و لأول مره بتاريخه المشرف في جراحة القلب يشرد أثناء إجراء عملية لمريض وتكون هي سبب شروده و ارتباكه.
لينبهه صديقه و يزجه للخارج حتى يترك له ساحة العمل ذهب هو الي غرفة مكتبه الخاص.
جلس خلف مكتبه بوجه تكسوه علامات الدهشه و الڠضب و يده موصودة امام عينه.
الي ان فتح صديقه الباب عنوه واذا به
يلقى عليه بهذا السؤال الذي ينتظره.
في ايه يا مالك.
مالك محاولا إنهاء الحديث قبل أن يبدء
ممكن تسكت دلوقتي انا في حاله ماتسمحش اني اسمع اي كلمه من اي حد مهما كان.
حسام معنفا له
يا سلام المفروض اني اسمع الكلمتين دول و اقول حاضر و لا كأن في حاجة حصلت.
و لا يمكن حضرتك مش واخد بالك ان كان في انسان ھيموت تحت ايدك من شوية.
مالك منفعلا بصياح
يوووووه خلاص بقى ايه يا اخي انت هاتعلمني شغلي هو انا مش بني آدم برضو و وارد اني اغلط.
لاء مش وارد طبعا انت عارف كويس اوي ان الغلطة في شغلنا بروح بني آدم أئتمنك على حياته قبل
ما يدخل العملية.
ثم من امتى و احنا بنفكر في مشاكلنا أثناء الشغل يا مالك انت من يوم ما اتجوزت و انت مابقتش طبيعي فوق يا دكتور.
انت الدكتور مالك الرفاعي اللي عمره ما غلط في عملية لو مش قادر تنسى حبك القديم و حاسس انك ظالم بنت خالتك معاك يبقى تطلقها و تريح نفسك من تعب الأعصاب اللي انت فيه ده.
مالك مأنبا لصديقه
ايه اللي جاب السيرة دي دلوقتي و مين قالك اني ظالم مراتي بالعكس انا...
انصت اليه صديقة ليشجعه على الإفصاح عما بداخله
انت ايه يا مالك كمل سكت ليه.
لكن الاخر قد خزله و لملم اشيائه سريعا متأهبا للرحيل.
انا ماشي يا حسام
أوقف سيارته بالساحة الكبيرة لمكانه المفضل مسجد الحسين رضي الله عنه.
تركها و ذهب ليجلس بجانب ضريحه يناجي حبيبه ويشكو له ما بداخله الي ان يحين موعد الصلاة.
مالك مخاطبا ربه
يا الله و لما كل هذا التخبط برأسي ألم اكن انا من قال اني لا أريدها.
ألم اقل اني سأكون أبا لها فقط لماذا يتسلل بداخلي هذا الشعور الغريب.
مالي بها اذا كانت ذو خطية ام لا.
اريد ان ابوح بشئ داخل صدري وان لم يخرج على لساني سأفقد صوابي حقا بل اني أشعر انه ېخنقني و يزهق روحي.
واذا به ينظر للضريح و يوجه حديثه له وكأنه يرى سيدنا الحسين امامه.
و من لي غيرك يا حبيبي ابوح له والقى بجعبتي بجانبه ليس لي كاتم أسرار غيرك انت الجئ اليه وقت حوجتي.
انا اعترف لنفسي ولك اني احبها أريدها لي زوجتي حبيبتي وأيضا طفلتي.
لكن هناك شيئا يمنعني يجبرني ان لا ارضخ لها يقول لي انني سأدنس نفسي بهذا الرباط هي تتمسك بعنادها و تخبئ عني سرها.
إهدها لي يا حسين و جنبني الخطأ و ارشدني الي الصواب.
كن معي يا الله اللهم لا تصدمني بها صونها واعفها لي يا رب.
كنت عارف انك مش هتسيب حبيبك كتير و هيوحشك...
ومن يكون هذا سوي والده الذي جلس من خلفه وربما يكون انصت الي حديثه مع ربه.
ما كان ينقصه الان إلا ان يراه ابيه و هو على هذه الحاله لكن ما باليد
حيلة سيلتفت اليه و يتواجه معه دون أن يخبره بما في داخله.
مالك محاولا رسم الابتسامه على وجهه
ابويا ازيك يا حاج وحشتني و الله.
الحاج حسان معاتبا له
يا اخويا انا لو كنت وحشتك كنت اتصلت و سألت عني لكن
انت زي ما تكون نستنى بمجرد ما مشيت من هنا.
و انا اقدر بردو استغني عنك يا حاج بس انت عارف يعني عريس بقى و كده.
الحاج
متابعة القراءة