في قريه روسيه كانت تسكن عائلة سيمون

موقع أيام نيوز

ولم تعد والدتها قادرة على منع ابنتها بالتحدث كالمچنونة مع شخص غير موجود لا يراه غيرها.
وفي وسط ضعف والدة سمندا على اتخاذ القرار بالرجوع النهائي لمنزلها خائبة الرجاء بيديها الخاوية تلك و باتريسيوا الذي يستقبلها يشكوا لها جوعه. او تضع حجرا على قلبها كي يسكت هلعها وتمتثل للامر بذهابها للغابة كي تجمع الحطب. 
في تلك الاثناء استطاعت سمندا ان تقنع والدتها بالعدول عن قرارها. وان تكمل مشوار طريقها ربما لعل وعسى قد تنجحا ويكون الامر ميسرا لهما. 
وطيلة الطريق كانت سمندا تتحدث مع صديقها ثابيان حتى والدتها نسيت خۏفها من وحشة الغابة. وتملكها الخۏف من ابنتها. التي تضحك كثيرا وتتحدث مع الفراغ اكثر. تقوم بحركات صبيانية كالقفز والركض ورمي الطوب هنا وهناك.. حتى وصلتا الى مكان غريب نوعا ما.. فأخبرت سمندا والدتها ان ثابيان يقول ان مابين هذه الاشجار الكثيفة. سنجد مانبحث عنه. 
فاستغربت والدة سمندا من قناعة ابنتها بثابيان وهي ترى ان معظم الاشجار طرية واغصانها ندية لا تصلح جمعها لتستعمل في التدفئة او اي غرض اخر يقوم بأستعماله!! ولكنها لم تشأ ان تعود ادراجها. بل قررت المواصلة رغم املها الضئيل جدا..
وبينما هما يتوغلان مابين الاشجار الضخمة. إذ بهما يسمعان صوت جراء صغيرة. فظهرت بالفعل امامهما مجموعة منتشرة في الانحاء . فاعجبت سمندا بإحداها حملتها كي تريها لثابيان تؤكد له على جمال لون عيونها الصغيرة. لكن ذاك الاعجاب هناك من قطعه فجأة بظهور كلب ضخم يكشر على انيابه.. فتركت سمندا الجرو من بين ذراعيها ليركض ويحتمي خلفه.. اثناءها تشجعت والدة سمندا برميه واخافته بالطوب. لكنه زاد من تكشيره على انيابه التي تسيل منها لعابه وهو يزمجر مهددا بالقضاء على من تجرأ و لامس احد جرائه وبينما هو يركض الكلب نحو سمندا ووالدتها للقضاء عليهما. إذ به يرفع بقوة للأعلى. ويرمى بعيدا عنهما..لينهض من جديد وهو يئن و يعوي راكضا بعيدا عنهما.. 
حينها ظهرت سمندا التي كانت تختفي خلف والدتها وهي تصفق وتشكر ثابيان على مابدر منه من إنقاذها هي ووالدتها.. 
وقفت لحظتها والدة سمندا مشدوهة مذعورة مما وقع قبل قليل من مرأى عيونها. وعندما تأكدت انه ليس بحلم. أيقنت ان هناك حقا ثالث معها وابنتها.. فأعربت عن إمتنانها لفعله أيا كان. وطلبت من إبنتها ان تشكر ثابيان بدلا عنها. 
وبعد لحظات من تقدم سمندا ووالدتها للامام. إذ بهما يجدان وكأنها غابة مصغرة تظم اشجار مېتة جافة. كل جذوعها واغصانها يابسة. حيث كانت الاشجار الضخمة الكثيفة تلك. تحجب عن الاشجار قصيرة الحجم كل مصدر يجعلها تحيا وتنبت فروعها من جديد.. 
فكم فرحت سمندا ووالدتها بما توصلا إليه. وان المغامرة والمخاطرة باءت لهما بنجاح لم يتوقعاه. ليمتد معهما سنين طويلة اخرى كانت مصدر
قوتهما. 
واصبحت بعد ذلك عائلة سيمون. تكاد
تكون الوحيدة التي يباع من مخزونها الحطب الصلب في كامل الفصول. يقصد بابها كل من إحتاج إليه في اي وقت.
أما ثابيان فهو لا يزال يظهر لسمندا وحدها اينما كانت.. وعندما عرضت على احد المنجمين ومحجوبي الرؤية. اخبروها ان ثابيان هو صبي ولد بنفس اليوم الذي ولدت فيه سمندا. ولكنه ټوفي وهو في عامه الخامس. كانت والدته تندب ليلا نهارا على فراقه وبهذا لم تدع روحه تفارق الدنيا بسلام. ولكي لا يبقى وحيدا في عالم اصبح غريبا عنه. صادق سمندا التي ولدت بنفس الساعة والدقيقة التي ولدت فيه سمندا. ليصبح توأمها الذي لا يظهر إلا لها ليجعلها قرينه للابد.

تم نسخ الرابط