هي لعبه هتقفلي التليفون
المحتويات
فقال
... تطلقى مرة واحدة كدة من غير مقدمات ...
كان هدوء كلامها وعدم تأثرها بمعانيه لا يناسب ابدا محتوى الحوار فمن تقول انها تريد الطلاق تكون عادة مترددة حزينة وان هذا الطلب هو آخر حل قد وصلت له بعد أن فاض بها لكن إيمان تتحدث وكأنها قررت بالفعل وحسمت امرها وأن هذا الحوار لا طائل منه
قالت بثقة وهدوء .. المقدمات موجودة من سنين هى أول مرة ولا ايه لا فلوس بيدينى ولا
... أنتى اللى بتوصليه لكدة وانتى اللى عودتيه على كدة ...
.. انا ليه أن شاء الله
... أنتى عارفة ليه كويس اوى انتى اللى عايشة على فلوس أمك انتى وولادك ومبتطلبيش منه وعودتيه على كدة محسستهوش أن وراه زوجة وعيال عايزين مصاريف من الأول وكل أما تتخانقوا تسيبى البيت وننزلى ومتطلعيش غير بعد شهر وعلى طول بتعملى كدة محاولتيش ابدا تحلى المشاكل دى صح ايه الجديد بقى مخليكى تقولى طلاق ...
.. هى لعبة هتقفلى التيليفون وتركنيها لما تزهقى وترجعى تفتحيها تانى وقت ما تحبى ده جواز وطلاق يعنى خړاب بيوت وعيالك يتشردوا ...
... عارفة ومصرفة نفسى ومجهزة انا هعمل ايه ...
... لا والله مجهزة ايه بقى ان شاء الله ...
... معايا شوية فلوس ركناها وهشتغل واصرف على نفسى وعلى ولادى والشقة موجودة اهى هقعد مع ماما زى ما انا ...
تفاجئت إيمان من رد والدتها كما تفاجئ أشرف نفسه بل أكثر حين سمع والدته تقر بنفسها بملكيته لشقة والده رغم طردها له هو وزوجته منذ سنوات ولم تعطه املا ابدا فى العودة
.. اه شقة أشرف لو كنت بقعدك هنا ولا بكرمك انتى وولادك ده عشان بيت أبوكى كنت بقول لنفسى ان مجاتليش انا هتروح لمين إنما تيجى تقوليلى انا هطلق وهتنيل والشقة موجودة لا ياقلب أمك الكلام ده مينفعش اطلعى لجوزك وعيالك يلا وبعدين مالك كدة مش مظبوطة ليه من امتى اسطوانة الطلاق دى وكل ما حد يكلمك تقولى مش عايزاه جاية بعد 12 سنة جواز وتقولى مش عايزاه حد جبرك عليه ولا انتى اللى اختارتيه وانتى اللى قعدتى معاه بمزاجك النكد هو هو ايه اللى اتغير بتخلفى منه ليه أما انتى مش عايزاه ولا انتى خلاص مبقاش حد قادر عليكى ...
لكن إيمان بجرأتها وقلة حيائها الغير معهودين بها والتى أصبحت على حال آخر وكأن الشيطان قد مسها بشئ من انفاسه السامة قالت
همت بالخروج ثم ألقت نظرات احتقار لأخيها قائلة ... انت مش جيت وأسيتها عليا خلاص الشقة اهى أشبع بيها اياكش تتهد انت ومراتك ...
ثم مرت من جانب والدتها وهى فى طريقها للخروج وقالت
... أبقى خليه ينفعك ...
خرجت إيمان وتركت والدتها متجمدة مكانها وأخيها الذى لم ينتبه بعد من كل المفاجآت الصاعقة الذى تلقاها للتو
لقد قررت أخته وجهزت كل شئ ولم تعد كلمة أى شخص مؤثرة معها الآن لا يعلم أن كان يجب أن يجاريها أم يجبرها على الطاعة
ماذا يحدث لها كيف تغيرت بهذا الشكل دون أن يلاحظ حتى يتفاجئ بها هكذا لدرجة أن صډمته فى أخته قد غطت تماما على فرحته بما قالته والدته .
انسحب أشرف من جانب من الغرفة وهو صامت واتجه خارجا بعيدا عن الأنفاس السامة التى سببت له غليان الډم فى عروقه
عاد لشقته دون أن يتحدث بشئ دخل الغرفة وجلس وحيدا بعيدا عن زوجته وأولاده حاولت لميس مرارا التحدث إليه دون جدوى ففضلت أن تتركه وحيدا حتى يهدأ وحده ويتحدث عما به ولطالما فعل .
انتفضت على رنات هاتف زوجها فيما اعتدل هو الآخر قامت وأضاءت الغرفة والقت نظرة سريعة على الساعة فوجدتها الواحدة صباحا احضرت له الهاتف ليجيب والدته التى فاجأته بصړاخها
... أشرف الحقنى ياابنى اختك لمت هدومها وسابت البيت ومشيت ...
انتفضت على رنات هاتف زوجها فيما اعتدل هو الآخر قامت وأضاءت الغرفة والقت نظرة سريعة على الساعة فوجدتها الواحدة صباحا احضرت له الهاتف ليجيب والدته التى فاجأته بصړاخها
... أشرف الحقنى ياابنى اختك لمت هدومها وسابت البيت ومشيت ....
اعتدل أشرف فزعا قائلا ... يعنى ايه سابت البيت ومشيت ...
قالت والدته وهى تبكى ... والله ما اعرف انا صحيت ملقتهاش ولقيت ورقة كاتبة فيها أنها أجرت شقة فى وهتقعد فيها
... ايه الكلام الفارغ ده ورحمة
ابويا لأخلصلك عليها ...
وأغلق الهاتف دون ان يستمع لأى كلمة أخرى منها وخلال نصف ساعة فقط كان يلف ويدور حول نفسه فى منتصف الصالة فى شقة والده وهو يمسك الورقة التى تركتها إيمان وقد أعاد قرائتها للمرة الخامسة ولميس تقف بالقرب منه تحاول تهدئته فيما كانت والدته تجلس على أحد الكراسى تغطى وجهها بكفيها ولم تتوقف عن البكاء من وقتها .
قالت لميس ... اهدا بقى ياأشرف خلينا نعرف نفكر ...
رفع أشرف الورقة وبدأ يشير بها فى وجه لميس وهو يقول بصوت عالى
... نفكر فى ايه دى حتى مش سايبة عنوان الشقة دى بالظبط يعنى مش عايزانا نعرف مكانها اصلا وتيليفونها قافلاه هنلاقيها اذاى ...
رفعت الأم يدها وبدأت تخبط بها على وجهها من الناحيتين تلطم خديها
وهى تصرخ قائلة ... اتفضحنا على آخر الزمن ياخرابى يانا ياخرابى. ..
الټفت لها أشرف قائلا ... هو انتى لسة شفتى ڤضيحة اصبرى شوية لما يطلع النهار والناس تشم الخبر واتفرجى على إللى هيحصل واللى جوزها وأهله هيقولوه ...
وقفت والدته وهى تقول ... لا قطع لسان اللى هيقول على بنتى كلمة وحشة ..
قال پغضب .. برده برده بتحاميلها حتى فى المصېبة اللى هي عاملاها دى ضيعتيها وضيعتينا باللى انتى بتعمليه ده علمتيها البجاحة والأنانية وقلة الأدب كل أما ننصحها بحاجة تخليها انتى تعمل عكسها هى دى تربيتك اشربى بقى ...
قالت لميس وهى تمسك بزراعه ... اهدا ياأشرف والنبى الكلام ده ممنهوش فايدة دلوقتى خلينا نعرف الأول هى فين ونرجعها وبعدين يحلها ربنا ...
الټفت لها قائلا ... وهنعرف ازاى
... صغيرة اوى وولاد خالى ماليين المكان هناك
متابعة القراءة