حياة عانس بقلم أم فاطمة شيمو
المحتويات
حياة عانس
........
إنحنت الخالة بدرية على أذن العروس حياة لتهمس فى أذنها بالتهنئة لخطوبتها قائلة
ألف مبروك يا حياة يا بنتى ربنا يجعله الأخير ثم ضحكت بسخرية هامسة إمسكى فيه يا بنتى بإيدك وسنانك ومتخلهوش يطفش زى اللى قبله ولى قبله .
ألا صح يا حياة هو ده العريس رقم كام
فأغرقت عين حياة بالدموع ونظرت بعين الحسړة إلى كريم وهو ينظر لها بحب والفرحة تتطل من عينيه متسائلة يا ترى انت فعلا هتكون نصيبى ولا برده لسه مكتوبلى فرحتى متكملش
ثم تقابلت نظراتها مع ابنتها وكأن كل منهما يشكو للآخر ولكن ما باليد حيلة فهو نصيب وقدر ورزق من الله .
ولاحظت الأم عين ابنتها تلمع من أثر الدموع بعد حديث أختها لها فتقدمت لها على الفور .
والدة حياة لأختها بدرية ....مش وقت كلام يا بدرية سيبى العروسة تتهنى مع خطيبها واتفضلى اقعدى .
هدير ....مالك يا ماما جاية كده وشك بيجيب ألوان
زفرت بدرية بضيق.......خالتك يا ستى ببارك لبنتها فتقولى روحى اقعدى دلوقتى وسبيهم على راحتهم هو انا عزول ولا ايه
هدير........بس انت صراحة يا ماما طولتى معاها فى الكلام ودى ليلتها .
هدير ...ده كلام بس يا ماما ده نصيب .
بدرية ..نصيب ايه بس
هى اللى بتطفشهم لغاية ميجيبوا آخرهم ويمشوا .
وكل مرة تطلع بعيب فى واحد فيهم .
واديها خللت لغاية موصلت لتلاتة وتلاتين سنة فلو طفشت العريس ده كمان مش هتلاقى حد يبص فى خلقتها تانى .
بدرية..يارب يا ختى منا عرفاك طلعة لخالتك مستشيخة .
بس الحمد لله أن ربنا كرمك من أول عريس وأديك أهو معاك تلت عيال ماشاء الله عليهم وأصغر منها فى السن مش لسه هى بتقول يا هادى ويعالم هتكمل ولا هتفركش برده .
تنهدت هدير پألم ولمعت الدموع فى عينيها قائلة...اه اتجوزت من اول عريس وخلفت تلاتة بس ياريت كنت شجاعة زى حياة ورفضته لما شوفت فيه عيوب مكنش ينفع نكمل بيها وجيت وقولتلك يا ماما مش مرتاحة بس انت صممتى أكمل .
ولكنها كابرت بقولها ....محسن جوزك احسن من غيره وعيشى يا بنتى عشان ولادك ومفيش راجل مفهوش عيب .
لم تدرك بدرية أن هناك من استمع لكلماتها تلك
فقد استمعت لكلماتها والدة العريس لتضع يدها على قلبها متمتمة بكلمات...لا الموضوع ده فيه أن .
انا مش مرتحلها من أول مشفتها مش عارفه عجبت ابنى فى ايه دى كبيرة وسنها من سنه كان لازم ياخد وحدة اصغر منه يجى عشر سنين كده .
عشان تلحق تخلفله كام عيل لكن دى لو يعنى فيها لسه نفس يدوبك هتقدر على عيل واحد بالعافية.
انا لازم اشوفلى صرفة قبل ما الفاس تقع فى الرأس.
انتهى حفل الخطوبة وأوصل العريس كريم عروسه لمنزلها حياة وودعها بنظرة حب ولوعة على موعد باللقاء غدا لأخذها فى نزهة ترفيهية مع أخيها ليكون محرم لها بناءا على رغبة والداها لأنه مجرد خطيب لا يحق له الانفراد بها .
كفاية اللى حصلك قبله مش ناقصة صدمات تانى .
يعالم ده من نصيبك ولا .. پخوف قائلة....لا لا مش هيحصل زى اللى قبله هيطلع انسان كويس وهو وعدنى إننا هنكون لبعض مهما حصل .
ثم سئلته وكأنه أمامها ...صح يا كريم
على الجانب الأخر .
وجد كريم من يدخل عليه غرفته بدون أستئذان وعلى وجهها معالم غاضبة .
كريم بقلق...خير يا ماما حصل حاجة أنت كويسة
والدة كريم سهام ....هيجى الخير منين يا ضنايا وانت سبت كل البنات واخترت وحدة منعرفش اصلها ولا فصلها وكبيرة فى السن ويعالم هتقدر تخلفلك حتة عيل ولا مش هتقدر .
وبدال متلعبك وتننغشك وتهنيك هتلف بيها على الدكاترة يا ابنى أشى ضهرى واشى رجلى .
فتح كريم فمه ببلاهة وصمت للحظة ثم تابع ...ليه كده يا أمى هى مش كبيرة للدرجة وسننا مناسب لبعض وهيكون بينا تفاهم والستات عادى بتخلف لغاية سن الأربعين واكتر كمان .
أمسكت والدته يده وأجلسته بجانبها على الأريكة قائلة بنظرة ثابتة ..يا ابنى افهم الست مننا بتعجز بدرى بدرى فحتى لو خلفت هتتعب فى التربية وكل يوم هتشتكى ومش هتعرف تتهنى معاها وبس بقا مش هقدر أفهمك اكتر من كدا .
وسيبك كمان من موضوع السن ندخل على القنبلة دى انت عارف أن الست
هانم بتاعتك دى مخطوبة قبلك يجى اربع مرات .
ظهرت الصدمة على ملامح كريم قائلا بلعثمة ...أربع مرات !!
لوت والدته فمها قائلة...كان قلبى حاسس يا ضنايا إنك مش عارف حاجة وشكل البت دى بضاعتها يا ابنى مغشوشة زى الصينى بالظبط .
كز كريم على أسنانه بغيظ قائلا...والهانم كانت بتقول انا اتخطبت قبل كده وانا بحسب مرة وعدت إيه هى شربات بتغير فيهم .
والدة كريم بابتسامة مكر ...مش قولتلك يا حبيبى!
كريم...والعمل ايه يا ماما
انا لسه جايب شبكة بالشىء الفلانى وعامل فرح دفعت فيه كتير غير الشكولاتات والهدايا .
لو سبتها هيروح عليه كل ده .
فوقفت والدته غاضبة قائلة بعصبية ...يروح فين يا ضنايا لا هناخدهم من حباب عنيهم .
سبنى بس أنا أتصرف وملكش دعوة بالموضوع ده خالص .
تنهد كريم بإرتياح قائلا...طمنتينى ثم ضحك قائلا...وموصكيش بقه على عروسة حلوة صغيرة ورور كده .
تعالت ضحكة والدة كريم ثم قامت بنغزه قائلة...اه منك يا واد يا بكاش بس كده من عنيه الأتنين .
قبل كريم يد والدته قائلا..متحرمش منك يا ست الكل .
.....
أفاقت حياة من شرودها على صوت رنين الهاتف لتستمع بعدها لصوت والدتها الغاضب فأسرعت إليها لتعلم ما فى الأمر فوجدتها تحدث والدة كريم ....
أنا بنتى معيوبة يا أم أربع وأربعين والله أنت وحدة معندكيش ډم وبنتى خسارة فيكم وملكوش حاجة عندى
تخشبت أوصال حياة ثم ارتعدت وهطلت دموعها كالشلال على وجنتيها ولم تتحملها قدماها فسقطت مغشيا عليها فصړخت والدتها وتركت السماعة صاړخة بنتى بنتى
والدة كريم...شوفى الست اللى معندهاش ډم سبتنى كده على السماعة .
بس أنا مش هسكت لغاية ما اخد حاجة ابنى منهم يا هروح أسمع بيهم الناس هناك .
هرول والد حياة إلى إبنته ثم حملها إلى الفراش .
والد حياة بلهفة وصوت متقطع ...هاتى بسرعة إزازة البرفان واعملى كوباية لمون يا ام حياة.
والدة حياة بإرتعاشة ...حسبى الله ونعم الوكيل طيب نوديها المستشفى أنا قلقانة عليها يا حاج .
والد حياة......لا أنا عارف هوديها فين يريحها بس هى تفوق الأول .
.....ابكى يا بنتى وطلعى كل اللى جواك بس لازم فى الاخر تعرفى إن ربنا حنين اوى وكريم اوى وبيحبك
متابعة القراءة